كان، في قوم موسى(ع)، رجل صالح، وكانت له امرأة صالحة . فرأى في نومه، ملاكا يقول له ان الله، تعالى قد حدد عمرك، وجعل نصفه في سعة و نصفها لاخر في ضيق. فاختر لنفسك بأيهما تبدأ إما بالنصف الاول او بالنصف الاخير .
فقال الرجل لنفسه : ان لي زوجة صالحة، وهي شريكتي في الحياة، فلأشاورها في الامر .
فلما أصبح الرجل، قال لزوجته: رأيت، في النوم كذا وكذا ......
فقالت له: يا زوجي ، ادعوك ان تختار النصف الاول ،و تعجل العافية ، فلعل الله يرحمنا ويتم لنا النعمة و الخير بذلك ، مدى العمر .
فلما كان ، في الليلة الثانية ، اتى الملاك وسأله: ما اخترت؟
فقال اخترت النصف الاول .
فقال :ذلك لك .
فأقبلت الدنيا على هذا الرجل ، وصارت لديه الاموال و صار له السلطان ...
عند ذلك، قالت له زوجته :لقد وهبك الله كل هذا فاتنتبه ... أعط اقاربك و المحتاجين اليك ، وهب جيرانك و اخوانك ،ولا تظلم الناس ...
فقال لها: هذا ما يجب فعله.
فلما مضى قسم من عمره على هذه الحال رأى الرجل في نومه الملاك الذي راه ساتبقا، وقال له :
- ان الله تعالى، قد شكر لك احسانك... وقدر عطاياك الخيرة ، فلك، تمام عمرك ، سعة مثل ما مضى، فابقى على ما انت عليه من المعروف .